قصص

نشر في : 31-12-2024

تاريخ التعديل : 2025-01-02 01:49:55

آلاء عمارة

تنتشر الميكروبات في كل مكان، على الأرض وفي الهواء الجوي والمسطحات المائية، وتلعب دورًا حيويًا في دوران العناصر على الأرض. وعلى الرغم من أنها دقيقة، ولا تُرى بالعين المجردة، وتحتاج إلى مجاهر متخصصة من أجل فحصها، فإنها تتمتع بمميزات ملموسة في حياتنا.

على سبيل المثال؛ هناك بعضها مسؤول عن إفراز بعض المواد المفيدة، مثل المضادات الحيوية والمنتجات الأخرى. وهناك أيضًا أنواع من الميكروبات قادرة على إنتاج غاز الميثان، وهو أحد غازات الاحتباس الحراري، الذي يعاني منه كوكب الأرض اليوم.

وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة كولورادو في بولدر في الولايات المتحدة الأمريكية، دراسة للبحث في مدى تأثير غاز الميثان المنبعث من الميكروبات على الاحترار العالمي؛ فمعرفة مصادر الميثان تسهم في توجيه استراتيجيات التخفيف. ووجدوا أنّ تلك الكائنات الدقيقة تُسهم في ارتفاع مستويات غاز الميثان بصورة ملحوظة. ونشروا نتائجهم في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز" (Proceedings of the National Academy of Sciences) في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

لماذا الميثان؟

يهتم الباحثون بالميثان خاصة؛ لأنه أحد أكثر غازات الدفيئة احترارًا؛ فقوته الاحترارية أقوى من ثاني أكسيد الكربون 80 مرة. وقد تضاعفت تركيزاته في الغلاف الجوي منذ عصر ما قبل الصناعة 3 مرات. لكن الأخبار الجيدة، أنّ الميثان يتحلل خلال عقد من الزمان، على عكس ثاني أكسيد الكربون الذي يستغرق نحو قرن من أجل التحلل. لهذا؛ فالميثان يمثل أملًا كبيرًا للتخفيف من حدة أزمة المناخ؛ فمعرفة مصادره والسيطرة عليها، تسهم في إبطاء معدل الاحترار.

الميكروبات

يستطيع الباحثون تحليل مكونات الهواء وتحديد نسب الغازات المختلفة فيه، مثل ثاني أكسيد الكربون أو الميثان وغيرهما. ومن خلال فحص ذرات الكربون أو النظائر لعينات الميثان، يمكن للباحثين تحديد مصدره. مثلًا، يحتوي الميثان الذي مصدره الوقود الأحفوري على نظير الكربون-13 أكبر من الميثان الذي مصدره الهواء، أما الميثان من المصادر الميكروبية فيحتوي على كمية أقل من الكربون-13.

وجد الباحثون زيادة سريعة منذ عام 2007 في مستويات الميثان بالغلاف الجوي، بلغت هذه الزيادة ذروتها عام 2020. والمفاجأة أنّ الزيادة الهائلة في مستويات الميثان بين عامي 2020 و2022 كان مصدرها الميكروبات.

وهنا يبرز سؤال مهم، ما مصدر تلك الميكروبات؟ حسنًا، هناك العديد من مصادر الميكروبات، مثل الأراضي الرطبة، الماشية، ومكبات النفايات، حيث تجد الميكروبات البيئة المناسبة لها للنمو وإنتاج الميثان.

مع ذلك، غير معلوم حتى الآن ما إذا كان مصدر انبعاثات الميثان من الميكروبات التي تعيش في الأراضي الرطبة أو مكبات النفايات أو الماشية أو أنشطة لها علاقة بالإنسان. وهذا ما يبحث العلماء عنه.